Direkt zur Hauptnavigation springen Direkt zum Inhalt springen

خطاب المخرج

حار .. جاف .. صيفاً

خطاب المخرج

إنها تيمة الوحدة والعزلة والبحث .. التي إمتدت في كل أفلامي السابقة ، بحث الشخصية الرئيسية الدائم عن شيء ما حتي وإن كان بسيطاً إلا إنه هو الذي يدفع الأحداث للأمام لنكتشف نحن الشخصيه من خلال رحلة البحث تلك ، ولتكتشف الشخصيه نفسها وأزمتها في رحلتها عبر الفيلم .. إنه ليس البحث فقط إنها مشاعر الوحده والعزله التي تجتاحنا جميعاً في لحظة من اللحظات أو ربما دائماً ونحن لا ندري

أعمل الآن علي فيلمي الطويل الأول "أوضتين و صاله" منذ مارس ٢٠١١ والذي أستعد لتصويره قريباً ..
إلا أنني منذ شهور قليله قرأت النسخة الأولي من "حار .. جاف .. صيفاً" .. لفترة بعد قرائتي الأولي للسيناريو وجدت قلبي و عقلي معلقاً به ولا أستطيع التوقف عن التفكير فيه ، بالرغم أنني لم أكتبه بنفسي كباقي أفلامي القصيره السابقه إلا أنه تماماً كحلقة في نفس السلسله

.أي مشاهد لأفلامي القصيرة السابقه يعلم جيداً أنني يجب أن أتحمس و بحق ل "حار .. جاف .. صيفاً" .. إنه الإتساق المحمود

- ‫"‬صباح الفل" فيلمي القصير الأول .. تبحث ثناء عن مفتاح شقتها الضائع وهي وحيدة في شقتها مع طفلها الرضيع.
- "ساعة عصاري" فيلمي القصير الثاني .. يبحث أبو سليمان عن الرقبة الداعمه لعموده الفقري وهو يشعر بعزلة عمن حوله.
- "حظر تجول" فيلمي القصير الثالث .. يبحث الجد و الحفيد عن طريقهما المفقود للمنزل أثناء وقت حظر التجول في الثورة.‬‬‬‬

و الآن "حار .. جاف .. صيفاً" يبحث شوقي عن حقيبته التي تحمل أشعته و تحاليله لنكتشف من خلال رحلة البحث تلك مدي الوحدة و العزلة التي كان يعيشها و أنسته إياها تلك الرحله

دعاء وشوقي إنهم تلك الشخصيات العادية والحقيقية التي نعرفها جيداً ونراها كل يوم في شوارع القاهرة ولا نتحدث عنها .. إنها القاهرة التي لا نراها في الأفلام .. أو بمعني أدق إنها الشخصيات الحقيقية و العادية و التي من فرط عاديتها لا تنتبه لها السينما في مصر أو لعلي أقول تتجاهلها السينما في مصر

دعاء وشوقي هما الشخصيات التي لديها إرتباط وثيق بزمانهم ومكانهم .. إنهم أبناء تلك المدينة والإفراز الطبيعي لها .. شوقي الذي يحمل سرطانه في جسده من فرط تلوثها و دعاء التي تحمل عار تأخر زواجها حاملة علي كتفيها إرث ثقيل تحمله أي فتاة مثلها في تلك المدينه خاصة لو وحيدة بدون أسرة أو عائلة

تتقاطع طرقهما في ذلك اليوم الخاص جداً الذي هو لحظة فارقة في حياة كلٍ منهما .. اليوم الذي سيخبره فيه الطبيب كم يتبقي تقريباً في عمره واليوم الأخير في حياتها قبل الزواج والذي ستنتقل بعده للحياة مع زوجها في مدينة أخري.. والفيلم يحكي تلك الساعات القليلة التي تتقاطع فيها طرق الحياة والموت ، الحياة التي تتمثل في زواج دعاء و ما يتبعه ذلك من الإنجاب و إستمرار الحياة ، والموت الذي يتمثل في فناء جسد شوقي الذي يأكله السرطان .. لحظة فارقه في حياة كل منهما ينهي فيها مرحلة من حياتة لتنتهي علاقة كلاهما بتلك المدينة للأبد ليبدأ كل منهما فيما بعد مرحلة جديدة في حياة أخري ولكن قبل أن تنتهي تمنحهم نفس المدينة يوماً شديد الخصوصية.. حيث تأخذهما في رحله من تفاصيل و دراما الحياة اليومية البسيطة التي تنسي كلٍ منهما وحدتة .. و تجعلهما يكتشفا معاً معني جديداً للحياة حتي ولو للحظات..
(شريف البنداري)

Nach oben