Zum Inhalt springen
من الصحافة

أما فيلم "الحوض الخامس" فهو على النقيض، فيلم يستمد مادته من موضوع قد يبدو ثقيلا جافا لا يثير الخيال كثيرا، لكن مخرجه ينجح في استخراج اللحظات الشعرية الكامنة فيه ببراعة، والخروج من المحيط الضيق للفيلم الذي يتعلق بالعودة الى عالم والده، سائق الشاحنة الذي كان يعمل بنشاط ابان الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي، لكي يروي دون أي تعليق من جانبه، ودون كثير من الشروح والأرقام والتواريخ والوثائق، كيف كانت مجموعة من أبناء الطبقة الكادحة، من سائقي الشاحنات، تفكر وتتحاور وتتعايش معا، من الجانبين، المسلمين والمسيحيين، وكيف تمكنوا من البقاء، ومن الالتفاف حول المخاطر ونجحوا في البقاء معا والاحتفاظ بالرفقة الجميلة في زمن ماتت فيه الكثير من القيم.

من بيروت الى الريف اللبناني، الى لحظات تتوقف فيها الكاميرا أعلى ربوة تطل على سهل، وتتأمل في الأماكن التي شهدت الأحداث، على صوت الأب- الراوي، أو لقطات بيروت في المساء قبيل الغروب، والشاحنات تقطع الطرق، ليس من خلال لقطات تسجيلية بل لقطات حية مصورة في الزمن المضارع لأناس مازالوا يعملون.

"الحوض الخامس" قطعة سينمائية بديعة، تمتلك ايقاعا خاصا، فيه الكثير من لحظات التأمل الشاعري والحزن النبيل، ولكن من دون مبالغة أو افتعال، وبعيدا عن كل النبرات العالية والمشاهد المباشرة الفجة. وهذا هو سر جماله.

(doc.aljazeera)

Nach oben